Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مدوّنة التفكير الحر

هذه المدونة مساحة للتفكير الحر، ولنشر قراءات ومطالعات وتعليقات نقدية

أصاب لطفي زيتون فيما قال

Publié le 24 Février 2019 par عبد الحفيظ العبدلي، صحفي عربي مقيم في سويسرا

 

الصراع الذي كان قائما في تونس منذ عقود، واشتد أكثر بعد الثورة بين دعاة العودة إلى الأصول ودعاة تقليد الحضارة الغربية هو من العوائق التي إذا لم يسارع الطرفين بجسر الهوة بينهما ستقضي على آمال التونسيين في تحقيق النهضة العمرانية والحضارية التب ينشدها كل تونسي وكل عربي مسلم.

 

أما حلّ ذلك فقد أشار إليه في الواقع مفكّر عربي كبير منذ عقديْن من الزمن وأعني محمّد عابد الجابري الذي اقترح العديد من كتبه منهج جديد في التعامل مع التراث ومع الحداثة في أن واحد، كريقة تتجاوز قضية الهوية التي على أساس منها يتمايز الإسلامي والحداثوي. فمن جهة يؤكّد الجابري في كتاباته أن الشعوب لا يمكن أن تنهض إلا من داخل تجاربها التاريخية، لكن التجارب التاريخية لا تحقق النهوض إلا عبر تناولها تناولا اجتهاديا.

 

لهذا لم يعارض الجابري مدرسة جمال الدين الأفغاني من أجل إنهاض الأمة ودحر العدوان الخارجي، بكنه أيضا لم يقر الأفغاني في فطرة توظيف الدين من اجل السياسة. وقال بأن الحل يكمن في الإنتظام الاجتهادي في الدين عملا بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: "إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها".

 

إن المخرج من الصراع الهووي الذي يمزّق المجتمع التونسي هو في نقد الحداثة الغربية من جهة وفي الإنتظام الإجتهادي في الدين وفي التراث الأصولي من جهة أخرى. وهنا أعتقد أن الأخ لطفي زيتون قد أصاب عين الحقيقة عندم دعا الإسلاميين ممثلبن في النهضة إلى مغادرة منهج توظيف الدين في السياسية إلى سياسة اجتهادية مبتكرة للحلول التي تحل مشاكل المواطنين بما يحقق لهم نهضتهم ورفاههم. أما الدين فهو ملك لجميع التونسيين.

Commenter cet article